رأي

صناعة الترفيه.. شغف وابتكار

تحولات كبيرة ومختلفة تشهدها المملكة العربية السعودية في قطاع الترفيه والجذب السياحي، سعيا إلى ترسيخ مكانتها بين دول منطقة الشرق الأوسط في صناعة الترفية وتقديم نموذج وتجربة يحتذى بها في كيفية النهوض بهذه الصناعة المختلف دول العالم.

كانت البداية مع إطلاق رؤية المملكة 2030، والتي عززت مبادراتها من أهمية قطاع الترفيه ودوره في خلق فرص عمل الشباب وفتيات المملكة، بجانب إسهامه في الناتج المحلي للاقتصاد الوطني واهتم القائمون على الصناعة في المراحل الأولى بتشجيع المواطنين والمقيمين على استشكاف ما تتمتع به المملكة من مواقع اثرية وتاريخية رائعة ضاربة في عمق التاريخ، ثم لاحقا الترويج لهذه الأماكن عالميا لجذب السياحة الأجنبية من خلال تسهيل وتبسيط إجراءات الحصول على التأشيرة، وهو ما عزز من تدفق السياحة المحلية والعالمية إلى السعودية، ورفع مكانتها وتصنيفها على الصعيد العالمي في السياحة والترفيه، حتى إنها احتلت المركز الثاني عالميا ضمن أسرع الدول نموا في قطاع السياحة.

وإذا تحدثنا بلغة الأرقام والتي تكون لغة دقيقة ولا مجاملة فيها، ستجد أنه وفقا للإحصائيات الرسمية بلغ عدد زوار الفعاليات الترفيهية 120 مليون زار منذ عام 2019 حتى نهاية 2023، كما بلغ إنفاق زوار المملكة خلال عام 2023 أكثر من 135 مليار ريال، وتمكنت المملكة خلال العام الماضي من استقطاب 77 مليون سائح من الداخل و 27 مليون من خارجها.

وتخطط المملكة رفع المستهدف إلى 150 مليون سائحسنويا بحلول عام 2030، بواقع 80 مليون سائح من الداخل و 70 مليون من الخارج… هذه الأرقام تدل بشكل واضح، أن المملكة باتت من أهم الأسواق الإقليمية والعالمية التي تحظى باهتمام قطاع واسع من الزوار والسياح حول العالم، بسبب ما تقدمه من تجارب ترفيهية وبرامج سياحية مميزة، بجانب تنوع المشروعات التي تخدم هؤلاء الزوار والسياح وتعزز من تجربتهم خلال فترة إقامتهم في المملكة، ولن نبالغ إذا قلنا إن السعودية تفوقت على دول مجاورة متقدمة في المجال الترفيهي والسياحي.

وفي الواقع، فإن استثمار الدولة في قطاع الترفيه والسياحة ضمن رؤية 2030 كان استثماراً صائبا وقرارا حمل أبعاداً اقتصادية مهمة، فضلا عن توفير أكثر من 100 ألف فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة في هذا القطاع، ليس هذا فحسب بل عاما بعد الآخر سوف تترسخ مكانة المملكة في الترفيه من خلال تقديم حوافز وأفكار وأنشطة ترفيهية مبتكرة ومتطورة وجذابة.

فالسوق الترفيهي في السعودية ينمو بوتيرة سريعة جداً، كما أن شغف سكانها بالترفيه يعزز من نجاح هذا القطاع عاما بعد العام بسبب القوة الشرائية العالية، والطلب الكبير على الأنشطة الترفيهية، والتجربة أثبتت أن ترفيه الفعاليات والمهرجانات الموسمية مثل موسم الرياض وتقويم جدة وغيرها من المواسم باتت تمثل شغفا مجتمعيا للسعوديين والسعوديات.

سعود بن عبدالعزيز التويم

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى